د. منذر شكيب بسيسو
فقرة تعريفية موجزة حول السجيل النفطي
وردت كلمة السجيل في القرآن الكريم في اكثر من سورة أطلقه الله عز وجل في وصف الحجارة الصلبة الشديدة الحرارة التي تحرق الاجسام وتسوق العذاب على القوم الكافرين, يعرف السجيل الزيتي (Oil Shale) بانه صخر رسوبي ذات الحجم الطيني وهو مصدر للعديد من رواسب النفط والغاز في العالم. والصخر الزيتي مكون من الكائنات الحية ومن أثر بقايا نباتات وحيوانات كانت تعيش منذ ملايين السنين استقرت في قاع الحوض الرسوبي. ويمكن ان نستخلص من الايات الكريمات ان السجيل الزيتي والنفط المستخلص منه يمكن ان يستخدم كقوة اقتصادية وقوة عسكرية. علما بان الأردن يطفو على اكثر من 100 مليار طن من الصخر الزيتي حسب الاحصائيات الرسمية, ويصنف الاردن كثاني أكبر احتياطي بالعالم من هذا المصدر الاستراتيجي, إن تطوير صناعة الصخر الزيتي في الأردن قادرة على توفير فوائد اقتصادية كبيرة، بما في ذلك خلق فرص العمل وزيادة الاستقلال في مجال الطاقة.
تتضمن الورقة العلمية على وصف لكيفية نشاة وتشكل الصخر الزيتي التي يدخل في تركيبها المواد الهيدروكربونية علما بان الكربون والهيدروجين والاكسجين هي عناصر تشكلت اساسا من خلال التفاعلات الاندماجية في الشمس ومن ثم انتقلت الى النباتات عن طريق التمثيل الضوئي فالمعطيات العلمية المعاصرة تثبت أن الصخر الزيتي أصله النباتات الخضراء التي تغذت عليها الحيوانات المنقرضة والتي حفظها الله في باطن الأرض وان مادة الكلوروفيل الاخضر الذي اودعها الله عز وجل في النبات تعمل على تحويل الضوء الى مواد الهيدروكربونية. ان اوراق الشجر اثناء خضوعها لعملية التمثيل الضوئي تعمل على بناء مختبرات ومصانع طاقة عملاقة حيث ان عملية التمثيل الضوئي تعتبر بالغة التعقيد بحيث أن علماء هذا العصر لا زالوا يقفون عاجزين عن تقليد هذه العملية رغم توفر التكنولوجيا المتقدمة في مختبراتهم ومصانعهم.
كذلك تتطرق الورقة العلمية حول علاقة الانفراض في العصر الطباشيري بالصخر الزيتي حيث ان الكويكبات والمذنبات الذي حرمت الأرض من طاقة الشمس وأدت لتعطيل عملية التركيب الضوئي ونشر الهلاك على طول السلسلة الغذائية ويعتقد العلماء أن الغبار الإشعاعي الناتج عن الاصطدام قد قضى على الديناصورات, وقد تضررت الكائنات التي كانت تشكل أساس السلسلة الغذائية في المحيطات, وتلاشت الحياة النباتية وأنواع أخرى من الحياة البحرية، إذ قضى هذا الانقراض على حوالي 75% من الأنواع الحية الموجودة على الأرض. أن الأحجام الضخمة للحطام الفضائي الساقط على الأرض سبب انتشار الرماد والغبار وغيرها من الحطام التي حجبت بشكل خاص أشعة الشمس لفترات طويلة من الزمن. ولم تعد النباتات قادرة على الخضوع لعملية التركيب الضوئي وبدأت بالموت، وبهلاكها لم يعد للحيوانات مصدر للطعام. كما يعتقد أيضًا أن مستويات الأكسجين قد انخفضت وذلك بسبب نقص التركيب الضوئي. وأثر نقص الطعام والأكسجين بشكلٍ أكبر على الحيوانات الضخمة كالديناصورات الأرضية، أما الحيوانات الأصغر التي كان بإمكانها تخزين الطعام وتحتاج لأكسجين أقل فقد نجت ثم تمكنت من النمو بزوال الخطر.
كذلك تتطرق الورفة العلمية حول النظرية النسبية وخصائص الضوء الذي يعتبر اساس في عملية التمثيل الضوئي ومن الجدير ذكره ان القران الكريم حدد سرعة الضوء بشكل دقيق في سورة السجدة. وقد تتوفر الطاقة الضوئية من مصدر صناعي مثل المصباح الكهربائي الذي اخترعه العالم اديسون وقد سبق القرآن الكريم اديسون أن مصباحه بحاجة إلى أن يغطى بزجاجة، كي ينجح ويضئ لمدة طويلة كما جاء في سورة النور.