الصورة
دور مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز الأسرة

      الأمن المجتمعـي حاجة ضرورية وماسّة للأمة والأسر والأفراد، فعندما يتحقق الأمن يشعر الجميع بالطمأنينة والاستقرار، مما يؤثر إيجابياً على الجميع من النواحي الاجتماعية والاقتصادية. فالأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، وعندما يتم بناؤها على أسس سليمة من العلم والإيمان والإخلاص فإنها تساهم بشكل فاعل فـي تحقيق وترسيخ الأمن المجتمعي، ويبدأ الاهتمام بتكوين الأسرة قبل الزواج وذلك بحسن اختيار الزوجين، وحرص جميع الأطراف على قيام الزواج على أسس صحيحة يدرك فيها كل من الطرفين دوره في هذا البناء.

       ومن هنا جاء تأسيس جمعية العفاف الخيرية عام 1993م لتساهم في هذا البناء، ولتيسير سبل الزواج، والمحافظة على بقاء الأسرة واستمراريتها بالتوعية لأهمية الزواج، وأنه ركن أساسي في بناء المجتمع، وأن يتم بناؤه على تقوى من الله ومنهجه الذي شرعه تعالى لهذه الأسرة، والدعوة إلى تيسير سبل الزواج وعدم المغالاة في المهور مستخدمة جميع الوسائل التربوية والتوعوية والتوجيهية.

       وقد حرصت الجمعية منذ أكثـر من عشرين عاماً على تنظيم عشرات الدورات التثقيفية للمقبلين على الزواج، تشمل موضوعات شرعية وقانونية وصـحية واجتماعية، من أجل زيادة الوعي لدى الطرفين ومساعدة الشباب والفتيات على بناء أسرة مستقرة، تحقق أهدافها التـي أرادها الله تعالى بما يؤدي إلى تحقيق السكن النفسي وبناء المودة والرحمة داخل الأسرة.

       وتنظم الجمعية حفل زواج جماعي سنوي على حسابها وبمشاركة عدد من المحسنين من أجل تشجيع الزواج وتيسيره وتخفيف تكاليف حفلات الأعراس، وقد نظمت الجمعية منذ تأسيسها 27 حفلاً شارك فيها (1532) عريساً وعروساً، أي أن الجمعية ساهمت في بناء أكثـر من750 أسرة جديدة، حيث كانت تقوم بتقديم المساعدات النقـدية والعينية التـي تشمل الملابس والأثاث والأدوات المنزلية والكهربائية وغيرها للعروسين، كما تقدم لهم القروض الميسرة بالتعاون مع البنك الإسلامي الأردني، وقد استفاد منها (10.728) شاباً.

       وافتتحت الجمعية معرضاً دائماً لمستلزمات العروسين، يتم من خلاله مساعدة غيـر القادرين من المقبلين على الزواج، في تقديم أثواب الزفاف والسهرة وبدلات العرسان وتوابعها.

       كما أنشأت كذلك مكتباً للإرشاد والاستشارات الأسرية يقدم خدماته لعدد كبيـر من أبناء المجتمع ويساهم في حل مشكلاتهم الأسرية مما ينعكس دوره الإيجابي على الأطفال ومما يؤثر على الأمن المجتمعي عموماً.

       وتهتم الجمعية بالتوعية لخطورة الأمراض المنقولة جنسياً والإيدز حيث أطلقت بالتعاون مع الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية، مشروع "وقاية الشباب" الذي استطاع أن يدرب عدداً كبيـراً من الشباب والفتيات ليكونوا مثقفين ومحاضرين في هذا المجال، كما صدر عن هذا المشروع مجموعة من الإصدارات المتخصصة. وأطلقت الجمعية كذلك برنامج دبلوم علوم الأسرة، الذي يتضمن موضوعات فقهية وتربوية واجتماعية وصـحية ونفسية من أجل المساهمة فـي إعداد الزوجين وأبناء المجتمع ليكونوا قادرين على التعامل مع القضايا الاجتماعية.

        هذا وتعتبـر جمعية العفاف الخيرية ذات تجربة رائدة ومميـزة في تعزيز دور الأسرة لتحقيق الأمن المجتمعـي علـى مستوى الأردن والعالم العربي وقد تم تطبيق تجربتها في عدد من الدول، وإن دلّ ذلك فإنما يدل أنه في حالة صدق النوايا ووضوح الأهداف فإن المؤسسات الخيرية والتطوعية تسهم في بناء الإنسان والمجتمع وتحافظ على أمنه وهويته.