الفكر الإسلامي المعاصر، هل هو في أزمة أم هو سبب الأزمات الأخرى؟
ربما يتفق معظم الناس على أن الأمة الإسلامية في مجتمعاتها المختلفة تمر بأزمة مركبة من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وعلمية وتربوية وغيرها. ومع ذلك فإن ثمة اختلافاً ظاهراً في ترتيب خطورة هذه الأنواع الأزمات، وأولويات المعالجة، فهل يمكن أن نقول إن من أسباب هذا الاختلاف وجود أزمة فكرية عميقة؟
وسواءً أكانت الأزمة الفكرية سبباً في الأزمات الأخرى، أم كان واحدة من الأزمات وحسب، فهل نملك فهماً جيداً لقضية الفكر الإسلامي المعاصر في مفاهيمه والمفاهيم المتصلة به وموقعه في فهم الأزمات والمشكلات التي تؤرقنا؟
موضوع الحديث في هذه الأمسية هو اجتهاد في النظر إلى حاجتنا إلى الفكر والتفكير والتفكر في المرجعية القرآنية من العناصر الآتية:
- إذا كان الفكر صفة أساسية مميزة للإنسان فما مفهومنا للفكر وما صلته بالمفاهيم ذات الصلة به: العلم والمعرفة والثقافة والفلسفة والتراث...إلخ
- الفكر والتراث وصف الفكر البشري زمنياً ومسألة التحقيب التاريخي
- مرجعيات الفكر البشري والوصًف القومي والمذهبي، الفكر الإسلامي وفكر المسلمين.
- الضبط المنهجي في الفكر والعلوم والحاجة إلى العالِم المفكِّر
- الفكر اجتهاد ومسؤولية
- مصادر الفكر وأدوات اكتسابه: إعمال نموذج التكامل المعرفي
- إطار مرجعي مقترح للفكر الإسلامي المعاصر
الأزمة التي تمر بها الأمة المسلمة اليوم أزمة مركبة متعدد الجوانب، ذلك أنها متخلفة عن المكانة التي أرادها الله لها خير أمة أخرجت للناس، والأمة الوسط، والشاهدة على الناس. وواقع الأمة واقع متخلف عن الطاقات والإمكانات المادية والمعنوية الهائلة التي يختزنها تاريخها وأرضها وشعوبها. ومعظم مجتمعات الأمة المعاصرة متخلفة في مستوى الحضارة والمدنية بالقياس إلى الأمم الأخرى.
ولو أردنا تشخيص أزمة الأمة فلا شك في أن أزمة الحكم والسياسة ظاهرة للعيان في التجزئة والتشرذم والظلم والاستبداد. وأزمة التخلف العلمي والتقاني جعل مجتمعات الأمة عالة على غيرها من الأمم، في كل شيء، وأزمة التخلف الاقتصادي جعل مجتمعاتنا مجتمعات استهلاكية تستورد كل حتى الغذاء والدواء فضلاً عن السلاح