الصورة
هندسة بنيان السماء
هندسة بنيان السماء

مقدمة

القرآن كلام الله عز وجل والكون خلقه. يخبرنا الله تعالى بكلامه في القرآن عن خلقه في الكون.كما يأمرنا أن نتدبر ونتفكر في آيات القرآن وآيات هذا الخلق العظيم لنهتدي إلى الإيمان به سبحانه.

أهداف البحث

تهدف هذه الدراسة إلى المقارنة بين ما ورد في القرآن الكريم عن بناء السماء وبين ما كشف عنه علم الفلك الحديث  عن هذا البناء.

السماء آية عظيمة جليلة جميلة من آيات الله تعالى تدل على خالقها  العظيم الجميل جل جلاله. وقد ورد ذكرها في ثلاثمائة وعشرة مواضع في القرآن في سياقات عديدة منها : بناؤها. كما وردت مفردات أخرى غير «بناء» لتفيد معان تفصيلية خاصة لهذا المعنى العام مثل: رفع السماء، وإبداعها على غير مثال سابق في آية ذكرت اسما من أسماء الله الحسنى «بديع السموات والأرض»، كما ذكرت آية أخرى أنه فاطرها كذلك. وفي آيات أخرى ذكرت بعض صفات هذا البناء مثل: السقف المرفوع والمحفوظ ،وأنها شديدة البناء قوية متماسكة مزينة، لا فروج فيها ولا فطور، وأنها « ذات الحبك»،أي نسيج قوي متماسك مكرر في  نمط جميل.

 

أما علم الفلك الحديث  فقد بين أن بناء السماء يتكون من : لبنات صغيرة(على عظمها) هي النجوم((Stars ، والتي ترتبط بلايين منها ببعضها بقوة الجاذبية  (Gravity)لتشكل مجرة (Galaxy) مثل مجرة درب التبانةMilky) (Way)، والتي كان يعتقد أنها المجرة الوحيدة في السماء حتى بداية العشرينات  من القرن العشرين عندما تبين أن المرأة المسلسلة ((Andromedaهي مجرة مثل مجرتنا، وتتابع اكتشاف المجرات  ليصل اليوم إلى 400 بليون مجرة (لورانس كراوس).كما تبين أن هذه المجرات لا تتوزع عشوائيا في السماء(الكون)، وإنما ترتبط ببعضعها في مجموعات صغيرة (4-5)(Group) ، كما يرتبط عدد أكبرمنها في مجموعات محلية (أقل من 100مجرة) ((Local Group،وترتبط المجموعات المحلية في تجمع أكبر هو العنقود(Cluster)، وترتبط العناقيد في تجمعات أكبر هي العناقيد فوق العادية(Superclusters)  ،والتي تعد أكبر التجمعات المجرية التي تشكل النسيج الكوني (Cosmic web) من التكرار النمطي(Pattern)  لهذه العناقيد فوق العادية  ( Prof. Carolin Crawford).

 

ولا يقف بناء السماء عند العناقيد فوق العادية إذ كشف العلم عن كتلة من الغازيملأ ما  بين المجرات في العنقود ((Inter cluster Medium. وقد عرف العلماء ذلك بتصوير الأشعة السينية كما تبين أن كتلته 7إلى 10 مرات كتلة عناقيد المجرات، ويشكل هذا الغاز والعناقيد ما نسبته 5% تقريبا من الكون المنظور! أما الكون غير المرئي من المادة المظلمة والطاقة المظلمة فتشكلان 95% من بناء السماء!!!

 

نستنتج مما تقدم أن علم الفلك الحديث قد بين أن السماء بناء (Structure)ضخم هائل فوق التصور البشري والمقاييس البشرية،وأن وصف السماء في القرآن بالبناء في آيات عديدة هو وصف دقيق وأن ما كشف عنه علم الفلك الحديث يصدق ما ورد في القرآن الكريم فيما يتعلق ببناء السماء.