صورة
الإعجاز الصوتي في القرآن الكريم

الإعجاز الصوتي في القرآن الكريم

المهندس حاتم البشتاوي

المقدمة

ما يزال الباحثون يبحثون ويستخرجون ويكتشفون من عناصر إعجاز القرآن البياني ما لم يكتشفه السابقون،([1]) لذا "درس العلماء هذا القرآن العظيم من حيث:

  1. تصويره الفني؛ فكان أجمل تصوير وأبدع لوحة فنية، وكما درسوه من حيث نظمه وموسيقاه فكان أروع عقد منظوم وأعذب قطعة فنية موسيقية. وهل يشك أحد في فخامة نظمه، وحلاوة موسيقاه، وعذوبة جرسه، وحسن اختيار ألفاظه، وجمال وقع آياته؟!.

  2. سُوَرِه سورةً سورة، وتناسب آياته آيةً آية، وتناسب فواتح السور وخواتمها، فكان قطعة فنية واحدة محكمة الربط فخمة النسيج، وكان كما قال الفخر الرازي: "إن القرآن كالسورة الواحدة لاتصال بعضه ببعض، بل هو كالآية الواحدة".

  3. تكوين الجملة القرآنية، فقد وصفه منزّله تعالى بأنه: ﴿الرۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [هود: 1].

إذن فالقرآن بناء أحكمت لبناته؛ نسقّت أدق تنسيق، لا تحسّ فيه بكلمة تضيق بمكانها، أو تنبو عن موضعها، أو لا تعيش مع أخواتها، حتى صار من العسير بل من المستحيل، أن تستبدل في الجملة القرآنية كلمة بكلمة، أو أن تستغني فيها عن لفظ، أو أن تزيد فيها شيئاً، وصار قصارى جهدك إن أردت معارضة جملة في القرآن، وهناك حقيقة يقينية تتعلق بالبيان القرآني المعجز، "وهي الدقة المعجزة لألفاظ القرآن، فكل لفظ مختار اختيارا خاصا، وهو يؤدي وظيفته في الصياغة الأسلوبية، وفي تقرير المعنى، بحيث لا ينوب عنه لفظ آخر، ولا يكون زائدا أو حشوا أو ملغى!


 

[1]- البلاغة العربية، عبد الرحمن بن حسن حَبَنَّكَة الميداني، دار القلم، دمشق، 1996، ص 5-6.