صورة
الإعجاز  في أقصر السور سورة الكوثر 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجلسة الأولى:

الإعجاز  في أقصر السور سورة الكوثر   أ.د. احمد شكري

مقدمة

الحمد لله منزل سورة الكوثر، والصلاة والسلام على النبي الأغرّ ، وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم البعث والمقر.

الناظر في هذه السورة الكريمة ذات الكلمات العشر، يرى فيها من روائع التعبير ومعالم الإعجاز بميادينه المتعددة شيئا مهرا يخطف الألباب والعقول، وهو ما استدعى من المفسرين والعلماء جهدا خاصا بها واعتناء بتدبرها واستنباط ما فيها من هذه الروائع والجماليات، حتى كتب بعضهم مؤلفات خاصة بها.

ولهذه السورة المباركة من الخصائص والمزايا ما يجعلها حرية بالبحث والبيان، وهي سورة النبي صلى الله عليه وسلم حيث خوطب في كل آية منها بكاف الخطاب، وفي كل أية منها له بشارة وهدية، ومن أعظم ما فيها دفاع الله تعالى عن نبيه الكريم فيها، بما يدل على مقامه ومكانته عند ربه سبحانه.

ويأتي عقد اليوم العلمي الرابع والعشرين للجمعية الأردنية للإعجاز في القرآن والسنة، وتخصيصه للإعجاز البياني في القرآن الكريم فرصة للباحثين والمهتمين، وبعد رؤية الدعوة للمشاركة فيه اخترت أحد المحاور وهو المحور الخامس عشر المتعلق بالإعجاز في إحدى السور، وكان اختياري لسورة الكوثر لما فيها من إعجاز بياني يظهر بجلاء ووضوح لكل من أنعم النظر فيها، وسيتم عرض شيء منه في البحث، دون زعم الإحاطة به أو الوقوف على جميع ما في السورة من أوجه البلاغة والإعجاز في ألفاظها وتراكيبها، وسأعرض في البحث إلى ما في السورة من إعجاز غيبي، وما قيل فيها من إعجاز عددي.