
أثر دلالة البنية الصّرفيّة في استشراف مظاهر البيان القرآنيّ
د. وليد حسين عبدالله
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، أما بعد...
القرآن الكريم هو كلام الله المصون المعصوم عن التحريف والتزييف، قد سطر عظمة الله في السطور، فألهت فيه العقول تفكّراً وتدبّراً، وولهت إليه القلوب لهفة وشغفاً، وكل آية في الكتاب المحفوظ تنطق بالتعظيم والتمجيد والإذلال للملك القدوس.
وقد شرف الله سبحانه العربية أن تكون لغة لكلامه المقدس ومستودعاً لمعانيه الكامنة، مما هيأ لها سبل الريادة وأسباب التفرد، فكان أن حظيت بالقدر الأكبر من الرعاية والدراية لما كانت تحمله في نفوس أبنائها من قدسية وتعظيم.
وترنو هذه الورقة البحثية إلى درس في واحد من جوانب الإعجاز البياني للكتاب المحفوظ وهو معاني زيادات أبنية الأفعال ، إنها محاولة لتلمس أثر البنية الصرفية في استشراف البيان القرآني، وما يتمخض عن تعدد البنيات الصرفية والتراكيب الجملية من تنوع في الدلالة وتغاير في المرمى.
فهل مقولة الصرفيين إن زيادة المبنى يتبعها زيادة المعنى هي فرضية يمكن أن نجد لها ظلالاً في أبنية الذكر الحكيم؟ وهل تنوع بنية بعض الكلمات القرآنية يخفي وراءه ملمحاً بيانياً يمكن استكناهه؟