يتعرض القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة إلى حملات ممنهجة من المستشرقين ومن الصليبين ومن دهاقنة اليهود على عقيدة هذه الأمة وثوابتها والعمل على اجتثاث هذا الدين من جذوره الممتدة في قلوب أبنائه والعمل على تفريغه من معانيه ومن أهدافه العليا التي تخاطب الكينونة الإنسانية فكراً وعقلاً وقلباً ومنهج حياة.

كما تتعرض الأحاديث النبوية الشريفة ورواتها الثقات إلى هجوم آخر لا يقل ضراوة عن الحملة الأولى لتفريغ السنة النبوية من دورها التشريعي والعقدي وصلتها بوحي السماء.



وتزداد حاجة البشرية إلى دراسة أبحاث الإعجاز العلمي في القرآن والسنة - ذلك العلم الذي أصبح لغة العصر ولغة العلم والعلماء - في وقت افتتن الناس فيه بالعلم، بل عبده بعضهم من دون الله، وظنوا أنهم بما اكتشفوه من بعض أسرار هذا الكون قد حل لهم لغز الحياة وتأصيل غاية وجود الإنسان على الأرض.



وتكشف لنا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خفي من أسرار هذا الكون المنظور واللامنظور، ومن علوم الغيب التي لا يعلمها إلا الله أوحى بها الله إلى رسوله، وكما علمها رسوله عليه السلام أصحابه وفتح لهم أبواباً من عالم الملكوت لم يلجها أحد قبلهم وتبقى شاهدة على صدق رسالته ونبوته.



ويتجلى هذا الإعجاز النبوي في إثبات صدق أحاديثه في تناولها قضايا ذات حقائق علمية في ميادين الأنفس والآفاق لم يعلمها أحد قبل أكثر من 1400 سنة، وقد تحدث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمة أمية ليس لها حظ من العلم والمعرفة، ولا علاقة لها بعلوم الفلك ولا بجريان الشمس والقمر، ولا بمواقع النجوم، ولا علاقة لها بعلم الأجنة وبقلب الإنسان وسمعه وبصره، وهذه القضايا العلمية لم يفطن لها العلماء والباحثون إلا في القرون المتأخرة وبعد أن استنفروا جهودهم للتيقن منها ودخل بعضهم الإسلام بسببها، وما دلالة ذلك إلا أن الرسول عليه الصلاة والسلام حق، لا ينطق عن هوى، إنما هو وحي يوحى، وأنه لم تتعارض حقيقة علمية في حديث نبويصحيح.

وتأتي إقامة هذا اليوم العلمي السادس عشر الذي تنظمه الجمعية الأردنية لإعجاز القرآن والسنة وجمعية الحديث الشريف وإحياء التراث وبرعاية كريمة من مدارس الحصاد التربوي، ويشارك فيه ثلة من العلماء والباحثين في الرد على هذه الهجمات والدفاع عن أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وصدقها في جميع مجالات الحياة، حيث تشتمل أبحاثهم كلاً من المواضيع الآتية: "العين حق"، "الشمس والقمر آيتان من آيات الله"، "ألا إن في الجسد مضغة"، "وأنبتنا عليه شجرة من يقطين"، "أرحنا بها يا بلال"، "جزيرة العرب.. ستعود مروجاً وأنهارًا"، "لا تقوم الساعة حتى يحدث الرجل شراك نعله"، "ضوابط الإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف".

وتهيب الجمعية الأردنية لإعجاز القرآن والسنة بجميع الباحثين والمتخصصين في مجالات الإعجاز دعم هذه الجمعية والمشاركة في نشاطاتها من أجل تحقيق أهدافها في فتح آفاق جديدة في الدعوة إلى الله على بصيرة، مستخدمين الأساليب الجديدة في تثبيت الإيمان.