النجوم أجرام سماوية تزين صفحة السماء الدنيا، وهي كروية أو شبه كروية، غازية ملتهبة مضيئة بذاتها متماسكة بقوة الجاذبية رغما من بنائها الغازي، وهي هائلة الكتلة عظيمة الحجم عالية الحرارة، وتشع النجوم موجات كهرومغناطيسية على هيئة الضوء المرئي وغير المرئي بجميع موجاته. ويمكن بدراسة ضوء النجوم الواصل إلينا التعرف على العديد من صفاتها الطبيعية والكيميائية مثل درجة اللمعان وشدة الإضاءة ودرجة الحرارة إضافة إلى حجمها وكتلتها وتركيبها الكيميائي.
والسَّمَاء بناء محكم، خال من الفطور والفروج والشّقوق، وهو متوسّع بقوة الله (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)، وقد أمكن قياس سرعة تحرك تلك المجرات وتوسعها وتراجعها عنا من خلال قياس خطوط الطيف لعدد من النجوم وثبت أنها تتراوح بين 60.000 - 220.000 كم / الثانية. ولعلّ هذه الإزاحة الحمراء للمجرّات التي تحقق سرعة ابتعادها العلاقة الخطية لقانون هابل دليل على أنّ هذه المجرّات مربوطة بجذب بناء مادّة مظلمة.
وخلق الله السماوات والنجوم قبل الإنسان ببلايين السنين، والنجوم مصابيح السماء، وهي مسخرة بأمره تعالى وقد جعلها منارات يهتدي بها الناس في ظلمات البر والبحر، كما جعلها دالة على عظمته وقدرته وحكمته وبديع صنعه، وطلب من الناس التفكر في خلقها، وجعل هذا التفكر دلالة على عمق الإيمان به تعالى بديع السماوات والأرض وفاطرها وخالقها.
وقد ورد ذكر النجم والنجوم 13 مرة في القرآن الكريم، وأقسم تعالى بالنجم " والنجم إذا هوى"، كما أقسم بالنجم الطارق " والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق * النجم الثاقب"، وأقسم بالخنس *الجوار الكنس"، كما أقسم بمواقع النجوم " فلا أقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم" , و القسم بالنجوم ومواقعها يحمل التحدي لعلماء الفضاء والفلك والفيزياء إلى يوم الدين، لدراسة هذا الكون الواسع والتفكر في هذه النجوم ذات الضخامة والسرعات، والإيمان أن هذا القرآن حق وأنه تنزيل من رب العالمين.
ويأتي إقامة هذا اليوم العلمي الثاني عشر الذي تقيمه الجمعية الأردنية لإعجاز القرآن والسنة بالتعاون مع المركز الجغرافي الملكي الأردني والاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء ويشارك فيه نخبة من العلماء والباحثين ليضيف لبنة جديدة لبناء صرح علمي إيماني فيما يتناوله من مواضيع عن السماء وبنائها و عن الكون واتساعه، وعن النجوم والاهتداء بها ، وعن مواقعها العظيمة وليشير إلى إعجاز القرآن الكريم في سبقه بالإشارة إلى إحدى حقائق الكون المبهرة التي لم يكن الناس يعرفون عنها شيئا عند نزول القرآن الكريم ، ولا يزالون في كل عام يكتشفون المزيد من أسرار هذا الكون الواسع.
ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لعطوفة العميد الدكتور المهندس عوني الخصاونة مدير المركز الجغرافي الملكي الأردني والإخوة العاملين في المركز على جهودهم في إقامة هذا الملتقى العلمي.
كما نتقدم بالشكر أيضاً إلى الجمعية الفلكية الأردنية والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، والأساتذة المحاضرين مقدمي الأوراق ورؤساء الجلسات على مشاركتهم في إقامة هذه الفعالية.
ولا ننسى أن نتقدم أيضاً بالشكر الجزيل لوسائل الإعلام المختلفة ... التي قامت بتغطية هذه الفعالية.
داعين الله أن يحفظهم ويرعاهم