مقدمة اليوم العلمي الحادي والعشرين
[الوقف والتنمية المستدامة]
جاء الإسلام ليبني الإنسان ويعلي قيمته ويرتقي بمستوى حياته الكريمة فيؤدي الأمانة التي خلق من أجلها وهي الاستخلاف في الأرض وعمارتها وبناء المجتمع على العدل والرحمة والتعاون على الخير.
والوقف باب عظيم من أبواب الخير؛ دعى إليه الإسلام وحض عليه القرآن الكريم، وسبق به البشرية في إقامة نظام عالمي اقتصادي واجتماعي يحفظ كرامة الإنسان ويعلي آدميته، ويعفّه عن الذلة والمسكنة، وقائم على التكافل والتراحم ومحاربة الفقر والجهل، وفي بناء الأسرة على العفة والفضيلة، وفي بناء صروح العلم والعبادة والرعاية الصحية: من مساجد، وتكايا، ومدارس، ومستشفيات، وغيرها.
والرسول عليه الصلاة والسلام هو أول من أوقف في سبيل الله وحثّ المسلمين عليه ورغّبهم فيه، فامتدت ثقافة الوقف خلال أربعة عشر قرناً في جميع العالم الإسلامي وأصبحت عاملاً مهماً من عوامل التقدم في الحضارة الإسلامية، كما انتشرت الآن في العالم مؤسسات وجامعات تقوم على فكرة الوقف الذي أصبح عاملاً مهماً من عوامل التقدم المعاصر.
وللوقف الآن مؤسسات تنمي أمواله، وقوانين تحكمه، ومستشارون يديرونه، وفي الأردن مديرية خاصة بالأملاك الوقفية تتبع لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ومديرية أخرى لتنمية أموال الأوقاف البالغة (9985) وقفية تقدر قيمتها بمليار دينار.
وها هي الجمعية الأردنية لإعجاز القرآن والسنة - ومن خلال رسالتها التي تقوم بالدعوة إلى الله على بصيرة وبيان لرسالة القرآن التي تدير شؤون الحياة – تقيم بالتعاون مع جمعية الدراسات والبحوث الإسلامية وجمعية العفاف الخيرية هذا اليوم العلمي الحادي والعشرين بعنوان: "الوقف والتنمية المستدامة" والذي يشارك فيه باحثون من وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ووزارة التربية والتعليم، إضافة إلى ثلة من العلماء والباحثين والاقتصاديين من لبنان، وتركيا، وماليزيا، والمغرب العربي، للتعاون في المحافظة على أموالنا الوقفية وتطويرها والاستفادة من خبرات وتجارب المؤسسات العالمية العاملة في هذا المجال في تطوير الإجراءات وتحديث التشريعات، والارتقاء بهذه المؤسسات الواعدة.
م. حاتم البشتاوي
رئيس الجمعية الأردنية لإعجاز القرآن والسنة