الصورة

    نظمت الجمعية الأردنية لإعجاز القرآن والسنة يوم الجمعة الموافق ۱ / ۱۱ / ٢٠۱٩ زيارة ميدانية إلى منطقة الأغوار الجنوبية انطلاقاً من العاصمة عمان، وشارك في الزيارة علماء وأكاديميون وخبراء في مجالات التاريخ والآثار والبيئة، وأعضاء الجمعية ومهتمون بالسياحة الدينية والتراث، وقدّم الشرح أثناء الزيارة الدكتور محمد وهيب الأستاذ في الجامعة الهاشمية والذي قام بالتنقيب والاكتشافات الأثرية الميدانية منذ ثلاثين عاماً وخاصة في مجال البحث عن ديار النبي لوط عليه السلام، وقد شاهد المشاركون العديد من المواقع الأثرية والتاريخية أثناء مسير الحافلة باتجاه البحر الميت وخاصة المواقع المتواجدة على طول امتداد وادي حسبان مثل تل الرامة والكفرين وتليلات الغسول، وكذلك المواقع المتواجدة على الجانب الشرقي للبحر الميت بدءاً بمواقع ماعين وحمامات الزاره الساخنة المرسومة بالفسيفساء على خارطة كنيسة القديس جورج في مأدبا.

    وبعد هذه الجولة الغنية بالمعلومات الجديدة والمثيرة توجّه المشاركون للاستراحة في جمعية النميرة حيث تخللها كلمات للخبراء والعلماء المشاركين، ثم تمَّ الذهاب إلى بقايا ديار النبي لوط عليه السلام. 

    وأشار د. وهيب إلى جهود العلماء الأردنيين والأجانب في اكتشاف ديار لوط مشيراً إلى أن الدراسات بدأت بالتساؤلات: أين تلك المدن والقرى المرتبطة بالنبي لوط عليه السلام والتي طالما تحدث عنها العلماء ورجال الدين وبحث عنها علماء الآثار والتاريخ والجغرافيا والجيولوجيا وغيرهم؟ هل ما زالت مغمورة أسفل مياه البحر الميت كما يقترح البعض في وادي الأردن؟ أم أن أجزاءً منها قد اكتشفت؟ وما هي الأسرار الغامضة التي ما زالت تحيط بهذا الموضوع؟

    فالحقيقة التي لا بد من الإشارة إليها أن بعثات الاستكشاف العملية من مختلف دول العالم لم تتوقف منذ عدة قرون وخاصة مطلع القرن الماضي وليومنا الحاضر عن البحث عن تلك المدن والقرى التي اختفت معالمها وأصبحت حديث كل لسان على سطح الكرة الأرضية.

    لقد أكدت الدلائل الأثرية والجيولوجية والكتابات القديمة والخرائط وجود ديار لوط في الأغوار الجنوبية، وأكدت الدلائل من الآيات القرآنية أهمية الاكتشاف حيث أشارت العديد من الآيات إلى ديار النبي لوط وأن الله سبحانه وتعالى قد ترك لنا دلائل وبقايا كما في قوله تعالى: ﴿وَلَقَد تَّرَكۡنَا مِنۡهَآ ءَايَةَۢ بَيِّنَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ﴾ [العنكبوت :٣٥].

    وتجول المشاركون في الأماكن التي تمَّ الكشف جزئياً عنها في باب الذراع على الشاطئ الشرقي من البحر الميت ومن هذه المدن والقرى: باب الذراع والنميرة التي أُرخت إلى فترة العصر البرونزي الثالث أي ما يقارب الألف الثالث ٢٣٠٠ قبل الميلاد، ثم تمَّ الكشف عن قرية باب الذراع وأُرخت إلى العصر البرونزي الرابع أي ما يعادل ٢٤٠٠ عام قبل الميلاد. وقد كُشف عن مقبرة ضخمة تابعة لها على الشاطئ الشرقي تحتوي أربعين ألف قبر، كما كُشف عن مقبرة جديدة أيضاً قرب المقبرة الأولى وتحوي مدافن أُرخت إلى حوالي ٢٥٠٠ - ٣٠٠٠ عام قبل الميلاد.

    كما زار المشاركون متحف أخفض مكان على الأرض وشاهدوا مكتشفات معروضة من بقايا ديار النبي لوط عليه السلام في المتحف.

    ودار نقاش وحوار ما بين المشاركين والعلماء والخبراء المرافقين في الزيارة والتي أكدت أهمية اكتشاف ديار لوط ودور الجمعية في تسليط الضوء على هذا الاكتشاف العالمي الذي سيكون له الأثر البالغ في حال تم تطوير تلك الأماكن للإفادة منها في العظة والعبرة حسب التوجيه الرباني بهذا الخصوص.